jeudi 31 mai 2012

orale de rattrapage au bac en Français !!!

orale de rattrapage au bac en Français !!!

dimanche 17 avril 2011

تفسير لسورة البقرة من الايه 183 إلى 186


تفسير لسورة البقرة من الايه
183 إلى 186






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون
أي فرض عليكم أيها المؤمنون صيام شهر رمضان كما فرض على من قبلكم من الأمم لتكونوا من المتقين لله، المجتنبين لمحارمة


أَيَّامًا مَّعْدُودَات
أي وأيام الصيام قلائل هي شهر رمضان فلم يفرض الله عليكم صيام كل الدهر تخفيفاً عليكم ورحمة بكم


فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

أي فمن كان مريضاً مرضاَ يضره الصرم أو مسافرا سفرا شرعياً وقدره بـ ( 84 ) كيلومترا فأفطر للمرض أو السفر فعليه قضاء عدة الايام التي أفطرها


وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

أي وعلى الذين يطيقونصيامه بمشقة شديدة بسبب الشيخوخة والهرم إذا أفطروا عليهم فدية بقدر طعام مسكين عن كل يوم ، والاية نزلت في الشيخ الكبير والعجوز الهرمة



فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

أي فمن زاد في الفدية على القدر المفروض فهو أفضل له والصوم خير لكم من الفطر أن كنتم تعلمون مافي الصوم من الفضيلة والاجر العظيم، ثم وضح الله تعالى زمن الصيام فقال


شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

أي زمن الصيام الذي فرض الله عليكم صيامه هو شهر رمضان المبارك الذي ابتدأ به نزول القرآن الكريم أنزله الله هداية للناس وهو كتاب معجز في بيانه واضح في احكامه فرق الله به بين الهدى والضلال والحق والباطل ، وقد نبه تعالى بهذه الايه على الحكمة من تخصيص رمضان بالصوم، وهي تذكير المؤمنين بالنعمة الجليلة عليهم بنزول القرآن الكريم ليخرجهم به من الظلمات إلى النور وكأن الايه تقول : إنما فرضت عليكم صيام رمضان لتعرفوا قدر نعمة القرآن


فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
أي من حضره الشهر ولم يكن مريضا أو مسافراً فليصم شهر رمضان وليس معني ( شهد ) أنه رأى الهلال وشاهده بنفسه، فإن الصوم يجب برؤية شاهد عدل وإنما المعنى أنه كان حياً وأدركه وحضره شهر رمضان




وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
أي ومن كان مريضا مرضا يشق عليه الصوم أو مسافرا سفرا شرعيا طويلاً فأفطر بسبب المرض او السفر فعليه صيام أيام أخرى بقدر ما أفطر وكرره لزيادة التأكيد بمشروعية الرخصه ولا يشترط في السفر أن يكون على الدواب او الاقدام بل يحق له الافطار ولو كان مسافرا بالسيارة أو الطائرة إذا كانت المسافة أكثر من 84 كيلومتراً

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
أي يريد الله بهذا الحكم التيسير عليكم لا التعسير فلذلك أباح لكم الفطر في المرض او السفر


وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

أي ولتكملوا عدة أيام شهر رمضان بقضاء ما أفطرتم ولتحمدوا ربكم على ما أرشدكم إليه من فرائض دينكم ولتشكروه على نعمة واحسانه


وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِيعَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

جاء جماعة من الاعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله أقريب ربنا فنناجيه -أي ندعوه سراً - أم بعيد فنناديه؟ -أي نرفع أصواتنا بالدعاء - فنزلت هذه الايه، والمعني: إنني مع عبادي أسمع دعاءهم وأعلم حالهم وأقضي حوائجهم وأجيب دعاء من دعاني


فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أي فليطيعوا أمري وليصدقوا بأني القادر على كل شي ليهتدوا إلى طريق الفلاح

أنتهى التفسيــــــر


ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا


ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمن


أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين

المصدر
كتاب التفسير الواضح الميسر
للشيخ محمد علي الصابوني

dimanche 10 avril 2011

المقاصد التشريعية لعبادتي الصلاة والصوم
المقاصد التشريعية للصيام:
تحتوي شعيرة الصوم الركن الرابع من الاسلام على مقاصد عديدة نجملها فيما يلي :
-المقاصد التعبدية والروحية
- المقاصد الصحية و الاجتماعية والاقتصادية
     
               :أ-المقاصد التعبدية و الروحية                                   
الصوم يقوي ابمان المؤمن بالله تعالى وعزيمته وارادته  ويمكنه من تخلية نفسه  من كل  المدنيسات وتحليتها بالطيبات .وغرس خلق المراقبة وخلق الصبر في نفوس المؤمنين ،وهو سلاح يتسلح به المسلم ليطهر قلبه من كل الشوائب كالحسد والرياء والشح والغش والنميمة والسب واكل أموال الناس بالباطل وحب الدنيا وشهواتها …في المابل ذللك فهو يزرع في قلب الانسان مجموعة من القيم الاخلاقية كالصبر والاخلاص والكرم والايثار والعفة والعدل والعطف وهلم جر .

ان  الانسان يتكون من مكونين   جسد وروح ولهذا لايجب أني يقوي ا لشق الطيني وينسى لبه الاساسي وهو روحه   ،فالروح يقوى  بالصوم وذكر الله والاعمال الصالحة  قصد تحريره من الشهوات  والذنوب ويجعله صافيا ليرجع الى أصله الذي خلق عليه .يقول ابن القيم رضي الله عنه : (المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات وفطامها عن المألوفات،و تعديل قوتها الشهوانية لتستعد لطلب ما في غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها ويذكِّرها بما للأكباد الجائعة من المساكين، وتضييق مجاري الشيطان من العبد بتضييق مجاري الشراب، وتحبس قوى الأعضاء عن استرسالها لحكم الطبيعة فيما يضر في معاشها ومعادها، ويسكن كل عضو منها، وكل قوة عن جماحه، وتلجم بلجامه، فهو لجام المتقين، وجنَّة المحاربين،  ورياضة الأبرار المقربين

ب-المقاصد الصحية

      يقوي الصيام جهاز المناعة، فيقي الجسم من أمراض كثيرة، حيث أجرى الدكتور رياض البيبي والدكتور أحمد القاضي في الولايات المتحدة الأمريكية تجارب مخبرية على متطوعين أثناء صيام شهر رمضان، قبل بداية الصيام وأثناء الشهر، وبعد انتهاء الصيام أظهرت التجارب تحسن المؤشرات الوظيفية للخلايا اللمفاوية (T) عشرة أضعاف، كما تزداد نسبة الخلايا المسئولة عن المناعة النوعية زيادة كبيرة كما ترتفع بعض أنواع الأجسام المضادة في الجسم، وتنشيط الردود المناعية نتيجة لزيادة البروتين الذهني منخفض الكثافة.

       الوقاية من مرض السمنة وأخطارها حيث إنه من المعتقد أن السمنة كما قد تنتج عن خلل في تمثيل الغداء، فقد تتسبب عن ضغوط بيئية أو نفسية أو اجتماعية، وكل هذه العوامل التي يمكن أن تنجم عنها السمنة، يمكن الوقاية منها بالصوم من خلال الاستقرار النفسي والعقلي الذي يتحقق بالصوم نتيجة الجو الإيماني الذي يحيط بالصائم، وكثرة العبادة والذكر، وقراءة القرآن، والبعد عن الانفعال والتوتر، وضبط النوازع والرغبات، وتوجيه الطاقات النفسية والجسمية توجيها إيجابيا نافعا.
      يقي الصيام الجسم من تكون حصيات الكلي، إذ يرفع معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم، كما أن زيادة البولينا في البول تساعد في عدم ترسب أملاح البول التي تكون حصيات المسالك البولية .55þ       يقي الصيام الجسم من أخطار السموم المتراكمة في خلاياه، وبين أنسجته من جراء تناول الأطعمة، وخصوصا المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية واستنشاق الهواء الملوث بهذه السموم.þ       يخفف الصيام ويهدئ ثورة الغريزة الجنسية، وخصوصا عند الشباب، وبذلك يقي الجسم من الاضطرابات النفسية والجسم، والانحرافات السلوكية وذلك تحقيقا للإعجاز في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له رجاء). þ    أثناء الصيام يقوم الكبد بتصنيع البروتين والمواد الذهنية الفسفورية لتكوين البروتين الشحمي الحيوي للجسم .       ثبت أن الصيام لا يشكل خطرا على معظم مرضى السكري، إن لم يكن يفيد الكثير منهم.56
        الصوم وسيلة علاجية:
بعد انتشار الإسلام وممارسة الصيام الإسلامي عند كثير من الأمم تبين فضل هذا الصيام وفوائده، فوصف الطبيب المسلم (ابن سيناء) الصوم لمعالجة جميع الأمراض المزمنة، ووصف الأطباء المسلمون في القرنين العاشر والحادي عشر الميلادي صوم ثلاثة أسابيع للشفاء من الجدري، ومرض الداء الإفرنجي (السيفلس)، وخلال احتلال نابليون مصر جرى تطبيق الصوم في المستشفيات للمعالجة من الأمراض التناسلية.
وفي عصر النهضة في أوربا، أخذ علماؤها يطالبون الناس بالحد من الإفراط في تناول الطعام وترك الانغماس في الملذات ويقترحون الصوم للتخفيف من الشهوات … وفي روسيا توصل الأطباء إلى نتيجة مماثلة. في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين … وفي الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الاهتمام بالصوم باعتباره علاجا للمرضى منذ القرن الماضي.
هذا وقد انتشرت المصحات الطبية التي تعالج الأمراض بالصوم في كثير من بلدان العالم الشرقي والغربي، وفيما يلي بعض الأمراض التي يعالجها الصوم تمثيلا لا حصرا:
þ       الأمراض الناتجة عن السمنة: كمرض تصلب الشرايين، وضغط الدم، وبعض أمراض القلب. كما يساعد في علاج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية
þ       يعالج بعض أمراض الدورة الدموية الطرفية مثل: مرض الرينود ومرض برجرز            -يعالج الصيام المتواصل (الطبي) مرض التهاب المفاصل المزمن مثل الروماتويد.
-يعالج الصيام الإسلامي ارتفاع حموضة المعدة، وبالتالي يساعد في التئام قرحة المعدة مع العلاج المناسب.
-لا يسبب الصيام أي خطر على المرضعات أو الحوامل، ولا يغير من التركيب الكيميائي، أو التبدلات الإستقلابية في الجسم عند المرضعات، وخلال الشهور الأولى والمتوسطة من الحمل.
-يعالج اضطرابات الأمعاء المزمنة والمصحوبة بتخمر في المواد الزلالية والنشوية، وهنا ينجح الصيام وخصوصا عدم شرب الماء بين الأكلتين، وأن تكون الأكلة والأخرى مدة طويلة كما في صيام رمضان.
-يفيد في تنحيف وزن الجسم قليلا، فزيادة الشحم في جسم الإنسان عن القدر الطبيعي تقود لأمراض خطيرة منها تشحم القلب وغيره من أعضاء الجسم وفي إزالة بعض ما تراكم من الشحم وزاد من السمنة ما يقوي الجسم ويزيد من نشاطه57
ت-المقاصد الاجتماعية :
ان الله عزوجل فرض الصوم لتربية نفوس العباد على تقوى الله وعلى تحقيق التعاون والتعاطف بين المسلمين  ،بحيث غنيهم يعين فقيرهم وقويهم بيعين ضعيفهم ،تحقيقا لقوله تعالى :"  من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ). .الصيام يفجر ينابيع الرحمة والعطف في قلوب  الاغنياء ويدفعهم الى مواساة الذين ضاقت بهم سبل العيش بعد أاان أحسوا بألم الجوع ولهذا كان  النبي يوسف عليه السلام يكثر من الصيام فقيل له : لماذا تجوع وأنت على خزائن الارض ؟قال أخاف أن اشبع فأنسى الجائع انه يذكر أهل الشبع بجوع الجائعين وبؤس البائسين ،وهو تذكير بغير خطبة بليغة ولالسان فصيح،  تذكير يسمعه الصائم من صوت المعدة نداء الأمعاء، فإن الذي في أحضان النعمة ولم يعرف طعم الجوع ولم يدق مرارة العطش، لعله يظن أن الناس كلهم مثله، وأنه مادام يجد فالناس يجدون، ومادام يطعم لحم طير مما يشتهي وفاكهة مما يتخير، فلن يحرم الناس الخبز والبقول! فلا غرو أن جعل الله من الصوم مظهرا للإشتركية الصحيحة، والمساواة الكاملة وجعل الجوع ضريبة إجبارية يدفعها الموسر والمعسر، ويؤديها من يملك القناطير المقنطرة ومن لا يملك قوت يومه، حتى يشعر الغني أن هناك معدات خاوية، وبطونا خاوية، وأحشاء لا تجد ما يسد الرمق. ويطفئ الحرق، فحري بإنسانية الإنسان، وإسلام المسلم، وإيمان المؤمنين أن يرق قلبه وأن يعطي المحتاجين وأن يمد يده إلى المساكين. فإن الله رحيم، وإنما يرحم من عباده الرحمان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (الراحمون يرحمهم الرحمان، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)ولهذا عرف شهر رمضان بأنه شهر المواساة والبر وفعل الخيرات والصدقات لقوله صلى الله عليه وسلم( هو شهر الواساة )أي شهر رمضان ويظهر فيه جليا حقيقة المجتمع المسلم الذي يحت عليه الاسلام من خلال تحقيق معنى التكافل الاجتماعي والتعاون على الخير الشيء  الذي لانجده في شهر أخر .والنبي صلى الله عليه وسلم يكون أجود الناس في رمضان ،روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ).(مسند ابن عباس )،ففي شهر رمضان يتسابق الناس على الخير كلاكتلر من التصدق  لفضلها العظيم في رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل عن أي الصدقة أفضل ؟قال :( صدقة في رمضان ) رواه الترميذي  في سننه .وكما يكثر فيه المسلمون من الصلاة وقراءة القران وكل اضرب العبادات .فكل هذا لايجتمع الا في رمضان لانه شهر الصيام ،وهنا تكمن اسرار هذه العبادة التي يهجرها المسلمين في غير رمضان الا من رحم الله .لو أن الناس يصومون في كل اشهر السنة لبقي مجتمعاتنا الاسلامية سليمة من كل الفوارق الاجتماعية التي تخرق جسد الامة الاسلامية
ج- المقاصد الاقتصادية:
الصوم عبادة شرعها الله جل وعلا لتحقيق مقاصد سامية للإنسان، وهو مدرسة روحية عظيمة القدر، تتجلى في مواساة الغنى للفقير مما يحقق توازن اجتماعي وبعبارة مختصرة، الصوم هو أحد دعائم الإسلام وأركانه الخمسة. ومن جهة أخرى فإنه من معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن وبالمعنى الإقتصادي: تخفيض الإنفاق أي ترشيده بمعنى أدق.
وليس من شك في أن اختصار وجبات الطعام اليومية من ثلاثة واجبات إلى وجبتين اثنتين في فرصة طيبة لخفض مستوى الاستهلاك، وهي فرصة مواتية لاقتصاداتناك خصوصا ونحن أمة مستهلكة. أشارت كل الإحصاءات إلى أن أقطارنا كافة تستهلك أكثر من إنتاجها، وتستورد أكثر من تصديرها 58. وهناك إحصاءات وأرقام تدل أنه في أحد الأعوام قدَّر نصيب شهر رمضان من الإستهلاك السنوي في إحدى الدول العربية ما نسبته 20% أي أن هذه الدولة تستهلك في شهر رمضان خمس استهلاكها السنوي كله، بينما تستهلك في الأشهر المتبقية الأربعة أخماس الباقية. وقد كلف استهلاك رمضان في ذلك العام خزانة الدولة نحو 720 مليون دولار وتشير بعض الدراسات التي أجريت حديثا أن ما يلقى ويتلف من مواد غذائية ويوضع في صناديق القمامة في بعض البلاد العربية كبير جدا إلى الحد الذي قد تبلغ نسبته في بعض الحالات 45% من حجم القمامة. كما أجريت دراسة ميدانية عن الإسراف والتبذير في المأكولات المرمية في مدينة واحدة في إحدى الدول العربية، فكانت النتيجة أن الإسراف اليومي بلغ نحو مليون ليرة، والإسراف السنوي 365 مليون ليرة.
ومن المعلومات أن الاستهلاك المتزايد باستمرار –لا يتسق مع وضعية مجتمعاتنا الإسلامية التي في معظمها مجتمعات نامية- معناه المزيد من الاعتماد على الخارج، ونحن لم نتوصل بعد إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي أو مستوى معقول لتوافر حاجاتنا الاستهلاكية بحيث نعتمد على مواردنا وجهودنا الذاتية، وهذا له بُعد أخطر يتمثل في حالة تبعية غذائية للآخر الذي يمتلك هذه المواد ومن ثمَّ يستطيع أن يتحكم في نوعيتها ووقت إرسالها إلينا59 .
وفي هذا الصدد بالذات يأتي دور رمضان في تحقيق مقاصد اقتصادية من بينها ترشيد الإنفاق، وتحقيق توازن السلوك الاقتصادي، كما يعمل على تخفيض الضغوط التضخمية.
فهل نتعود على اغتنام فرصة الصيام لتقويم اقتصاد الأمة، -وهو جسمها وروحها معا- من داء عضال هو داء الاستهلاك الدائم من غير إنتاج كاف؟ عندما طالعنا في مأثور تراثنا: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" تمنينا أن نفهم ضمن معانيه ألا يكون الاستهلاك إلا بقدر الحاجة، إنقاذ للناتج المحلي من العجز عن تغطية إلى الاستهلاك، إن بعض معاني الصوم أنه إمساك عن شهوة البطن، وبالمعنى الاقتصادي هو تخفيض الاستهلاك أو على الأقل ضبط الاستهلاك.
ومن ثم فإن الصيام فرصة ولا شك يتعلم فيها أفراد أمتنا عادة اقتصادية حميدة هي ترشيد الإنفاقق ، وهي بالمعنى الاقتصادي سلوك يتبع ليس للتوفيق بين الدخل وبين النفقة، وإنما لضغط النفقة إلى المستوى الواجب النزول إليه بالاستغناء عما لا يستشعر له ضرورة… وإنما لنعتبر شهر الصوم فرصة لتحقيق هذا الترشيد ولتوسيع وعاء (الفائض الممكن)، ولكن شريطة أن يرتبط بالقاعدة الإرشادية المعروفة : "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" سورة الأنعام. الآية 31 هذه القاعدة، ولا شك هي ميدان الترشيد على المستوى الفردي والجماعي .60
إن رمضان محاولة لصياغة نمط استهلاكي رشيد وعملية تدريب مكثفة تدوم شهرا واحدا تفهم الإنسان أن بإمكانه أن يعيش بعيدا الاستهلاك والتبذير المقيت، إنه محاولة لكسر النهم الاستهلاكي الذي أجمع العلماء الاجتماعيون والنفسيون أنه حال مرضية61 .
ومن الناحية الأخرى إذا كان في الصيام دعوة للقادرين إلى ضغط الاستهلاك الزائد عن الحاجة أو عن المستوى الهام من الحاجة، فإن فيه -بالمعنى الاقتصادي-  تراجعا للسلوك الاقتصادي عن استهلاك الوحدات الزائدة عن الوحدة الحدية. ربما تراجعه عن استهلاك الوحدات القريبة من هذه الوحدة إلى أن يصل الا