dimanche 17 avril 2011

تفسير لسورة البقرة من الايه 183 إلى 186


تفسير لسورة البقرة من الايه
183 إلى 186






يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون
أي فرض عليكم أيها المؤمنون صيام شهر رمضان كما فرض على من قبلكم من الأمم لتكونوا من المتقين لله، المجتنبين لمحارمة


أَيَّامًا مَّعْدُودَات
أي وأيام الصيام قلائل هي شهر رمضان فلم يفرض الله عليكم صيام كل الدهر تخفيفاً عليكم ورحمة بكم


فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ

أي فمن كان مريضاً مرضاَ يضره الصرم أو مسافرا سفرا شرعياً وقدره بـ ( 84 ) كيلومترا فأفطر للمرض أو السفر فعليه قضاء عدة الايام التي أفطرها


وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

أي وعلى الذين يطيقونصيامه بمشقة شديدة بسبب الشيخوخة والهرم إذا أفطروا عليهم فدية بقدر طعام مسكين عن كل يوم ، والاية نزلت في الشيخ الكبير والعجوز الهرمة



فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ

أي فمن زاد في الفدية على القدر المفروض فهو أفضل له والصوم خير لكم من الفطر أن كنتم تعلمون مافي الصوم من الفضيلة والاجر العظيم، ثم وضح الله تعالى زمن الصيام فقال


شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

أي زمن الصيام الذي فرض الله عليكم صيامه هو شهر رمضان المبارك الذي ابتدأ به نزول القرآن الكريم أنزله الله هداية للناس وهو كتاب معجز في بيانه واضح في احكامه فرق الله به بين الهدى والضلال والحق والباطل ، وقد نبه تعالى بهذه الايه على الحكمة من تخصيص رمضان بالصوم، وهي تذكير المؤمنين بالنعمة الجليلة عليهم بنزول القرآن الكريم ليخرجهم به من الظلمات إلى النور وكأن الايه تقول : إنما فرضت عليكم صيام رمضان لتعرفوا قدر نعمة القرآن


فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
أي من حضره الشهر ولم يكن مريضا أو مسافراً فليصم شهر رمضان وليس معني ( شهد ) أنه رأى الهلال وشاهده بنفسه، فإن الصوم يجب برؤية شاهد عدل وإنما المعنى أنه كان حياً وأدركه وحضره شهر رمضان




وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ
أي ومن كان مريضا مرضا يشق عليه الصوم أو مسافرا سفرا شرعيا طويلاً فأفطر بسبب المرض او السفر فعليه صيام أيام أخرى بقدر ما أفطر وكرره لزيادة التأكيد بمشروعية الرخصه ولا يشترط في السفر أن يكون على الدواب او الاقدام بل يحق له الافطار ولو كان مسافرا بالسيارة أو الطائرة إذا كانت المسافة أكثر من 84 كيلومتراً

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
أي يريد الله بهذا الحكم التيسير عليكم لا التعسير فلذلك أباح لكم الفطر في المرض او السفر


وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

أي ولتكملوا عدة أيام شهر رمضان بقضاء ما أفطرتم ولتحمدوا ربكم على ما أرشدكم إليه من فرائض دينكم ولتشكروه على نعمة واحسانه


وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِيعَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ

جاء جماعة من الاعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يارسول الله أقريب ربنا فنناجيه -أي ندعوه سراً - أم بعيد فنناديه؟ -أي نرفع أصواتنا بالدعاء - فنزلت هذه الايه، والمعني: إنني مع عبادي أسمع دعاءهم وأعلم حالهم وأقضي حوائجهم وأجيب دعاء من دعاني


فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
أي فليطيعوا أمري وليصدقوا بأني القادر على كل شي ليهتدوا إلى طريق الفلاح

أنتهى التفسيــــــر


ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا


ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمن


أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين

المصدر
كتاب التفسير الواضح الميسر
للشيخ محمد علي الصابوني

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire